دبي الامارات العربية المتحدة, 6 يونيو / حزيران 2022/PRNewswire/ — سامر خضرا: المصمِّم مُطالب بإنشاء فضاءات داخلية تُريح مستخدميها وتلبّي احتياجاتهم
التصميم الداخلي، بمعناه الإبداعي، عملية منهجية مركَّبة تمرّ بمراحل عديدة؛ بدءاً من البحث عن فكرة متوهِّجة غير مسبوقة، مروراً بإيجاد هذه الفكرة، وانتهاءً بتحويلها إلى عناصر مادّية محسوسة تملأ الفضاء الداخلي للمكان أو الفراغ المعماري الذي سرعان ما ينبض حينها بالأشكال والألوان، والإضاءة، والخامات والأثاث. وإذ يحتاج المصمِّم في هذه العملية إلى التحليق في مخيّلته الإبداعية بلا قيود، فإنه مُطالَب بإيجاد الحلول الوظيفية والجمالية الخلاّقة التي ينتظرها هذا الفراغ بما يلبّي متطلّبات الإنسان المستخدِم له.
في هذه الرحلة الخاصة، نحاول استكشاف أهم مقوِّمات التصميم الداخلي برفقة المهندس سامر خضرا الذي لا يزال مستمراً في مشواره الإبداعي منذ أكثر من 20 عاماً عبر تصاميمه الداخلية المبتكَرة التي تمزج ما بين المعيارين الجمالي والوظيفي بتناغم مثالي تشهد عليه أعماله في الإمارات، والسعودية، وقطر، والأردن .
تحدِّيات الفراغ
مع كل مشروع تصميميّ جديد، ثمّة تحدّيات جمّة يواجهها المصمِّم الداخلي؛ لأن مهمته الجوهرية تكمن في خلق تلك العلاقة السحرية والسرِّية الوطيدة بين الفراغ المعماري وشاغله.
يرى سامر خضرا أن الحيِّز الداخلي للمكان أو الفراغ يمثّل العنصر الأساسي في التصميم الداخلي؛ فهو المادة الأولية التي ينطلق منها المصمِّم في رحلته التخيليّة بحثاً عن أفكار محدَّدة وقابلة للتنفيذ على أرض الواقع. “فالمصمِّم معنيّ أولاً بتوظیف عناصر التصمیم الداخلي وفقاً لمتطلّبات الفراغ المعماري الذي يتعامل معه بصرف النظر عن ماهيته، مَرْفِقاً خاصّاً كان أم عاماًّ، وذلك لإنشاء فضاءات داخلية تُدخل الراحة في نفوس مستخدميها، وفي الوقت ذاته، تضمن تلبية احتياجاتهم العملية على أكمل وجه”.
هنا تبرز أهمية امتلاك المصمِّم منهجيات البحث العلمي والتفكير الإبداعي، كي يبلور مجموعة الأفكار التي يحملها تصميمه ضمن تصوُّر عام يطمح فيه إلى مخاطبة حواسّ المتلقِّي وإدراكه، وبما يحقق الأهداف الوظيفية التي يسعى إليها.
العناصر الرئيسية
يشير خضرا إلى مجموعة عناصر يتوجّب على المصمِّم الداخلي دراستها بعمق؛ لإيجاد حلول مُثلى لها أثناء معالجاته الفراغات الداخلية. ومن أهمّها:
السطوح : کالجدران والسقوف والأرضيّات. وللسطوح تأثير كبير على المتلقّي، إذ إنها مفتاح العلاقة المادّية/ الحسِّية التي تنشأ بينه وبين المكان؛ فهي الحامل الأساسي الذي يحتضن مجمل العناصر المؤثّرة الأخرى في التصميم.
الألوان : لا تقتصر وظيفتها على الأبعاد الجمالية للتصميم الداخلي وحسب، بل لها أيضاً تأثيرات نفسية إيجابية وعميقة على الإنسان إن وُظّفَت بالشكل المطلوب، وإلا قد يكون تأثيرها معاكس تماماً.
الإضاءة : أضحت عنصراً مهمّاً في التصميم الداخلي؛ بشقَّيها الاصطناعي (الإنارة)، والطبيعي (ضوء الشمس)؛ لتلبية المتطلبات الجمالية والوظيفية.
الخامات : کلما كان المصمِّم على دراية واسعة بالخامات أو المواد المُستخدَمة في التصميم الداخلي؛ أصبح أكثر قدرةً على التخييل والإبداع.
الأثاث : أصبح توظيف الأثاث في التصميم الداخلي أكثر ديناميكية بفضل التقنيات الصناعية الحديثة التي منحت المصمِّم خيارات لا محدودة في تصميم الأثاث أو انتقائه بما يخدم هدفيه الجمالي والوظيفي.
فندق تحت الضوء
يتوقف سامر خضرا عند أحد التصاميم الداخلية التي أنجزها لفندق فخم في مكة المكرَّمة- المدينة التي تشهد حشوداً هائلة في موسم الحج. “مع تدفّق الحجّاج من جميع أنحاء العالم، فإن التحدّي الأول الذي يحتاج أيّ مصمِّم إلى مواجهته هو كيفية الحفاظ على تدفّقهم، وفي الوقت نفسه، تيسير وصولهم إلى المبنى”.
ويتابع: بعد الانتهاء من إيجاد الحلول الوظيفية وإعداد آليّات تنفيذها، بدأت الخطوة التالية بوضع التصوُّر العام لإضفاء القيمة الجمالية على الفضاءات الداخلية للفندق. واكتست الرُّدهة بثوب من الفخامة والترحيب بالضيوف عبر استخدام الخشب كعنصر أساسي فيها. وينطبق الأمر أيضاً على غرف النزلاء؛ لتحقيق التناغم بين الأجواء العامة للفندق، ولكي لا يشعر الضيوف بالتباين عند انتقالهم من الرُّدهة إلى الغرف .
أما الأولوية الجوهرية في التصميم الداخلي للغرف، فكانت تأمين الراحة والسكينة لنزلائها، إذ حين يقوم الزوُّار، من الحجّاج أو الضيوف الآخرين، بتسجيل وصولهم إلى أحد الفنادق، فإن جُلَّ ما يتطلّعون إليه غرفة تمنحهم الراحة التي يستحقونها؛ ليكونوا أكثر نشاطاً في اليوم التالي. من هنا، اتّسم التصميم بالبساطة والأناقة، مع ألوان مختارة بعناية لمساعدة الضيوف على الاسترخاء.
ضمن كادر مستقل:
سامر خضرا في سطور
مهندس تصميم داخلي بدأ مشواره المهني عام 1999 من خلال عمله في مشاريع فخمة تجارية وسكنية؛ بما فيها عدد من قصور الشيوخ والفنادق الفاخرة ومراكز التسوق وغيرها في كلّ من الإمارات والسعودية وقطر والأردن.
نال جائزة “أفضل مشروع سكني في الشرق الأوسط” عام 2018 من قبل “مجلة التصميم الداخلي”.
يشغل حالياً منصب مدير التصميم في دار العمران، حيث يدير المشاريع مع فريقه من المهندسين المميّزين؛ بدءاً من مرحلة التصميم، إلى البناء، وحتى اللمسات الأخيرة فيها.
ينصبّ تركيزه على تقديم حلول تصميم داخلي قوامها الإبداع والتجديد مع مراعاتها الهوية الثقافية والاجتماعية للمكان، فضلاً عن تحقيقها متطلّبات الاستدامة٠
reem@tpra.me Reem Masswadeh, M: +971 (05)0 583 9330, E
Photo – https://mma.prnewswire.com/