بكين، 23 مايو 2022 / PRNewswire / — دعت الصين يوم الخميس الماضي الدول الخمس الأعضاء في مجموعة البريكس “ BRICS ” إلى توحيد الجهود فيما بينها لمنع حدوث مواجهة بين القوى الكبرى، وبناء مجتمع عالمي يتوفر فيه الأمن لجميع الدول.
وكلمة بريكس “ BRICS ” هي اختصار للحروف الأولى باللغة الإنجليزية لأسماء الدول الخمس الناشئة الكبرى وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
وفي كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء خارجية دول مجموعة البريكس والذي عُقد عبر الفيديو، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ الدول الأعضاء في المجموعة إلى بذل مزيد من الجهود واتخاذ خطوات عملية لتعزيز الاستقرار في العلاقات الدولية التي تمر بمرحلة من الاضطرابات والتغيّرات الجذرية.
وقد عُقد الاجتماع في ظل استمرار جائحة كوفيد-19، والحرب الروسية الأوكرانية المحتدمة على مدار ثلاثة أشهر تقريبًا حتى الآن.
الرئيس الصيني يحذر من سعي بعض الدول للحفاظ على أمنها على حساب دول أخرى
وأشار الرئيس الصيني شي إلى أنّه في ظل تزايد العوامل المسبّبة “لعدم الاستقرار وعدم اليقين وانعدام الأمن” في العلاقات الدولية حاليًا؛ فإنّه يجب على دول مجموعة البريكس أن تعمل على تعزيز الثقة السياسية المتبادلة والتعاون الأمني فيما بينها، وتكثيف التواصل والتنسيق المشترك في القضايا الدولية والإقليمية الكبرى، واستيعاب المصالح الأساسية والمخاوف الرئيسية لدى كل دولة، واحترام سيادة كل دولة وأمنها ومصالحها التنموية.
وأكّد شي أنّ: “التاريخ والواقع يعلماننا أنّ سعي كل دولة وراء أمنها الذاتي على حساب أمن الدول الأخرى لا يؤدي إلا إلى خلق توترات ومخاطر جديدة”.
وقال شي إنّ على الدول الأعضاء في مجموعة البريكس -والتي وصفها بأنّها “قوى إيجابية ومُلْهمة وبنّاءة” في المجتمع الدولي- معارضة سياسات الهيمنة وفرض القوة، ورفض عقلية الحرب الباردة، والعمل على منع حدوث مواجهة بين القوى الكبرى، والتعاون فيما بينها لبناء مجتمع عالمي يتوفر فيه الأمن لجميع الدول.
وأكّد شي مجدّدًا على أنّ مبادرة الأمن العالمي ( GSI ) التي طرحها في الشهر الماضي تهدف إلى الالتزام بمفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، والتعاون للحفاظ على السلام والأمن العالميين.
وتدعو مبادرة الأمن العالمي إلى نبذ عقلية الحرب الباردة والتصرّفات الأحادية والعقوبات الجماعية، والعمل على منع حدوث مواجهة بين القوى الكبرى.
ودعا الرئيس الصيني إلى أخذ المخاوف الأمنية المشروعة لجميع الدول على محمل الجد؛ والتمسّك بمبدأ “عدم قابلية الأمن للتجزئة”، ومعارضة سعي بعض الدول وراء أمنها على حساب أمن الدول الأخرى.
تجدر الإشارة إلى أنّ الصين تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة البريكس لهذا العام. وقد عُقد اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة البريكس يوم الخميس الماضي عبر الفيديو برئاسة وانغ يي، عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني، وبحضور كل من ناليدي باندور، وزيرة العلاقات الدولية والتعاون الدولي لدولة جنوب أفريقيا، وكارلوس فرناكا، وزير الخارجية البرازيلي، وسيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، وسوبرامانيام جايشانكار، وزير الشؤون الخارجية الهندي.
وقد تبادل الدبلوماسيون المشاركون في الاجتماع وجهات النظر بشأن الوضع في أوكرانيا وأفغانستان.
دعوة لزيادة التعاون والحوار
وقال الرئيس شي في كلمته إنّه على الرغم من تزايد العوامل المسبّبة لعدم الاستقرار وعدم اليقين وانعدام الأمن في العلاقات الدولية حاليًا، فإنّ “السعي لتحقيق السلام والتنمية وتلبية تطلعات الشعوب إلى حياة أفضل من الأمور الثابتة التي ينبغي العمل على تحقيقها، كما يجب على المجتمع الدولي تنفيذه مهمّته التاريخية المتمثلة في السعي نحو تحقيق تضامن وتعاون مربح للجميع”.
وأضاف شي أنّ التنمية تُعدّ مهمّة مشتركة لجميع الأسواق الناشئة والدول النامية، وأنّه في ظل التحديات الراهنة، أصبح تعزيز التعاون والتضامن بين الأسواق الناشئة والدول النامية مُهمًّا أكثر من أيّ وقت مضى.
ودعا شي دول البريكس الخمس إلى تعزيز الحوار والتواصل وتبادل الرؤى مع المزيد من الأسواق الناشئة والدول النامية لزيادة الفهم والثقة المتبادلين وتوثيق أواصر التعاون والتقريب بين المصالح؛ بغرض تعزيز أوجه التعاون والتنمية.
وقال وانغ إنّه ينبغي لجميع الأطراف العمل على زيادة التعاون وتبادل المنافع فيما بينها في مختلف المجالات، والسعي إلى زيادة قوتها من خلال الوحدة، وتعزيز روح الانفتاح والمشاركة فيما بينها.
وقد اتفقت جميع الأطراف على الالتزام التام بأجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، وتحقيق النفع لشعوب الدول النامية بأفضل الطرق الممكنة، والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للبشرية.
تمثل مساحة الدول الخمس لمجموعة البريكس أكثر من 26 بالمائة من مساحة اليابسة في العالم، ويشكل إجمالي عدد سكانها 42 بالمائة من سكان العالم، كما يمثل ناتجها المحلي الإجمالي حوالي ربع الناتج المحلي الإجمالي ( GDP ) العالمي.
وقد أعرب الدبلوماسيون المشاركون في الاجتماع عن دعمهم لتوسيع مجموعة البريكس، وأشاروا إلى تطلعهم إلى إجراء المزيد من المناقشات بشأن هذا الأمر مستقبلًا.
رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?