بكين، 18 سبتمبر 2022 / PRNewswire / — ذهب الرئيس الصيني شي جين بينغ، في أول جولة خارجية له منذ بداية جائحة كوفيد- 19، إلى آسيا الوسطى لحضور القمة السنوية لمنظمة شنغهاي للتعاون ( Shanghai Cooperation Organization – SCO) ، التي عُقِدت هذا العام في مدينة سمرقند الأوزبكية.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية قائلًا، “يُعد هذا أهم حدث صيني لدبلوماسية رئيس الدولة عشية المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني”، وأضاف قائلًا، إنه يظهر الأهمية الكبيرة التي توليها الصين لمنظمة شنغهاي للتعاون.
وأشار الرئيس شي، في الاجتماع الثاني والعشرين لمجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون يوم الجمعة، إلى القوة البناءة المهمة للمنظمة في الشؤون الدولية والإقليمية.
ودعا المجموعة إلى التمسك بروح شنغهاي، وتقوية الوحدة والتعاون، وتعزيز بناء مجتمع أقوى لمنظمة شنغهاي للتعاون بمستقبل مشترك.
تعزيز روح شنغهاي
تنعقد قمة منظمة شانغهاي للتعاون في سمرقند في وقت يشهد فيه العالم التأثير المشترك لوباء غير مرئي منذ قرن من الزمان واتجاه انحسار العولمة وعوامل أخرى معقدة، حيث يواجه نظام الحوكمة الاقتصادية العالمية تحديات.
وتتميز روح شنغهاي، المُسماة على اسم المدينة الصينية التي تأسست فيها المجموعة وباعتبارها القيم والمبادئ التوجيهية الأساسية لها، بالثقة المتبادلة، والمنفعة المتبادلة، والمساواة، والتشاور، واحترام التنوع الثقافي، والسعي من أجل تحقيق التنمية المشتركة.
وصرح شي، يوم الجمعة، قائلًا: إن ما يمكن الاستفادة منه من الممارسات الغنية للجماعة يتضمن الثقة السياسية، والتعاون متبادل المنفعة، والمساواة، والانفتاح والشمول، والإنصاف والعدالة، التي تُجسد تمامًا روح شنغهاي.
وأضاف قائلًا: لقد تبين أن روح شنغهاي هي مصدر القوة لتنمية منظمة شنغهاي للتعاون، وكذلك الدليل الأساسي الذي يجب على الدول الأعضاء في المنظمة مواصلة متابعته في السنوات القادمة.
وتعهد قائلًا: “نحن مدينون بنجاح منظمة شانغهاي للتعاون الملحوظ لروح شانغهاي. وسنواصل متابعة توجيهاته ونحن نشق طريقنا”.
ما وراء الجانب الأمني
تلعب منظمة شنغهاي للتعاون دورًا مهمًا في حماية الأمن الإقليمي والازدهار المشترك، في وقت تتزايد فيه الصراعات الجيوسياسية والتهديدات الأمنية غير التقليدية مثل التطرف والإرهاب. ومع ذلك، يتجاوز دورها إلى ما هو أبعد من التدابير الأمنية.
ودعا شي، خلال خطابه، أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون إلى تعزيز التعاون العملي فيما بينهم. وصرح قائلًا: استعدت الصين للعمل مع جميع أصحاب المصلحة الآخرين لمتابعة مبادرة التنمية العالمية التي اقترحتها الصين والترويج المشترك لمبادرة الحزام والطريق.
كما تم، خلال القمة، تبني البيانات الخاصة بحماية الطاقة والأمن الغذائي على الصعيد الدولي. وتعهد شي بأن تزود الصين الدول النامية المحتاجة بمساعدات إنسانية طارئة من الحبوب وإمدادات أخرى بقيمة 1.5 مليار يوان.
كما حث الرئيس الصيني المجموعة على التنفيذ الكامل لوثائق التعاون في مجالات مثل: التجارة، والاستثمار، والبنية التحتية، وسلاسل الإمداد، والابتكار العلمي والتكنولوجي، والذكاء الاصطناعي.
وحذر شي من “القلق من تشكيل دائرة صغيرة”، وأكد على أهمية دعم تعددية الأطراف الحقيقية من أجل تحسين الحوكمة العالمية وضمان أن يكون النظام الدولي أكثر عدلًا وإنصافًا.
الرؤية المستقبلية
مرت منظمة شنغهاي للتعاون برحلة استثنائية منذ تأسيسها في عام 2001. وتضم المنظمة، حتى الآن، ثمانية أعضاء كاملي العضوية، وأربعة بلدان مراقبة، وشركاء الحوار المتعددين.
كما تعد منظمة شنغهاي للتعاون أكبر منظمة إقليمية في العالم من حيث النطاق الجغرافي والسكان، وتغطي حوالي 60 بالمائة من مساحة اليابسة في أوراسيا و41 بالمائة من سكان العالم. كما يبلغ عدد أعضاؤها 24 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في عام 2021، وفقًا للبنك الدولي.
وما زالت منظمة شنغهاي للتعاون تنمو. وتم، في قمة الجمعة، التوقيع على مذكرة التزامات بشأن عضوية إيران الكاملة في منظمة شنغهاي للتعاون، حيثُ بدأت إجراءات انضمام بيلاروسيا، وتوقيع مذكرات تفاهم تمنح مصر، والمملكة العربية السعودية، وقطر وضع شركاء حوار منظمة شنغهاي للتعاون، وتم التوصل إلى اتفاقيات بشأن قبول البحرين، وجزر المالديف، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، وميانمار كشركاء جدد في الحوار.
وصرح الرئيس الصيني قائلًا: يُظهر ذلك قوة رؤية المنظمة والثقة المشتركة على نطاق واسع في مستقبلها، في إشارة إلى تزايد عدد الدول التي تقدمت بطلبات للانضمام إلى أسرة منظمة شنغهاي للتعاون.
ودعا شي، في ختام كلمته، جميع الدول إلى العمل بروح شنغهاي، والعمل من أجل التنمية المطردة لمنظمة شنغهاي للتعاون، وبناء المنطقة بشكل مشترك لتصبح منزلًا يسوده السلام، والاستقرار، والازدهار، والجمال.